امرئ مسلم" (١)، وذلك مما يدل على سماعه منه؛ لما علم من قاعدته، وليس في الذي ذكره الدارقطني مما يقتضي عدم سماعه منه مطلقًا، والله أعلم (٢). انتهى. قلت: روايته عن شريح بن عبيد الصائدي في السنن الأربعة، وقال في التهذيب: يقال: إنَّه لم يسمع منه، إنما سمع من ابن أشوع عنه، قال البخاري: لم يذكر أبو إسحاق سماعًا من أرقم بن شرحبيل، وروى عن جبلة ابن حارثة، والصحيح أنّ بينهما فروة بن نوفل، وكذا رواه النسائي في عمل يوم وليلة (٣)، وروى عن عكرمة بن أبي جهل وهو مرسل بلا شك، وروى عن أسامة بن زيد، قال في التهذيب: وقيل: لم يسمع منه عندي، وقد رآه، وروايته عن علي في سنن أبي داود (٤)، وقال المزي: لم يسمع منه وقد رآه، وروى عن المغيرة بن شعبة، وقال المزي أيضًا: قيل: لم يسمع منه وقد رآه (٥).
قال المُراجع: وعلى كلٍ فأبو إسحاق "مشهور بالتدليس وهو تابعي ثقة
(١) قلنا: حديث "لا يحل دم امرئ مسلم" في البخاري، جاء من طريق الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود، رقم (٦٨٧٨). أما الطريق التي ذكرها العلائي، ونقلها عنه ابن العراقي، فهي لحديث معلق عند البخاري، رقم (٢٧٧٨)، في حفر بئر رومة، وتجهيز جيش العسرة. ولذا يبدو أن العلائي وقع في وهم، وتبعه ابن العراقي، والله أعلم. (٢) جامع التحصيل (ص ٢٤٦). وانظر: العلل، لابن المديني (ص ٤٧)، وتاريخ الثقات، للعجلي (ص ٣٦٦)، والعلل الكبير، للترمذي (٢/ ٩٦٥)، وتقدمة الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم (ص ١٣٢). وفي الحاشية: وروايته عن قثم بن العباس مرسلة ولم يروعنه غيره (٣) عمل اليوم والليلة، للنسائي (ص ٤٦٧)، رقم (٨٠٠). (٤) سنن أبي داود، رقم (٤٢٩٠). (٥) تهذيب الكمال (١٢/ ٤٥٠) (٢٢/ ١٠٣). وانظر: التاريخ الكبير (٢/ ٤٦).