انتهى. قلت: ذكر أبو بكر البزار أنّ الأعمش لم يسمع من أبي سفيان طلحة بن نافع، وهذا غريب جدًّا، فإنّ روايته عنه في الكتب الستة (١)، وهو معروف بالرواية عنه، كما ذكر المزي رواية الأعمش عنه، قال: وهو راويته (٢). قلت: ولا يكاد الأعمش أن يكون من أقران أبي سفيان. انتهى.
قال المُراجع: وجماع الأمر أن الأعمش ثقة إلا أنه مدلس فإذا انتفى تدليسه قُبل منه أو أخرج له أصحاب الصحيحين أحاديث معنعنة فهي محمولة على الاتصال أو عنعن عن شيوخه الذين أكثر عنهم لقول الذهبي عنه "ومتى قال "عن" تطرق إلى احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وابن أبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال"(ميزان الاعتدال رقم ٣٥١٧) وكذلك إذا جاء من طريق شعبة وإن كان معنعناً فقد أخرج ابن طاهر المقدسي بسند صحيح في التسمية (صفحة ٤٧) وقال: وأخبرنا أحمد بن علي الأديب أخبرنا الحاكم أبوعبد الله إجازة حدثنا محمد بن صالح بن هاني حدثنا إبراهيم بن أبي طالب حدثنا رجاء الحافظ المروزي حدثنا النضر بن شميل قال: سمعت شعبة يقول: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة". وهذا الاسناد رجاله ثقات فأحمد بن علي الأديب "مسند
(١) انظر على سبيل المثال: تحفة الأشراف، الأرقام (٩٢٤)، و (٩٢٥)، و (٩٢٧)، و (٢٢٩٣ - ٢٣٣٦). (٢) تهذيب الكمال (١٣/ ٤٣٩). وفي الحاشية: قال البزار: حديث رزق الله بن موسى عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن الأعمش: سمعت أنس بن مالك يقول في قول الله تعالى: ﴿وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾ قال: وأصدق، فقيل له: إنَّها تقرأ وأقوم وأصدق واحد. قال: لا نعلم رواه عن الأعمش إلا الحماني، وإنما ذكرت هذا لأبين أنّ الأعمش سمع من أنس. انتهى، ورواه أبو داود.