بكرة الثقفي وأخذ له بركابه (١)، وهذا غير صحيح؛ فإنَّ أبا بكرة مات قبل أن يولد الأعمش (٢)، وروينا في جزء العيسوي من طريق أبي جعفر البختري، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، قال: رأيت أنسًا بال فغسل ذكره غسلاً شديدًا ثم توضأ ومسح على خفيه فصلى بنا وحدثنا في بيته (٣)، وهذا حديث شاذ، وأحمد العطاردي متكلم فيه، وإن قال الدارقطني فيه: لا بأس به، فلا يحتمل منه التفرد بهذا. وذكر علي بن المديني: أصحاب عبد الله بن مسعود الذين يفتى بقولهم ستة: علقمة والأسود ومسروق وعبيدة وعمرو بن شرحبيل والحارث يعني الهمداني، ثم قال: ولم يلق الأعمش من هؤلاء أحدًا (٤). وقال البخاري: الأعمش عن أنس وعن ابن عمر كلاهما مرسل، ولم يسمع من ابن بُريدة (٥). وقال أبو حاتم: لم يسمع من ابن أبي أوفى ولا الربيع بن خثيم إنّما هو مرسل، والأعمش عن هشام (٦) بن الحارث أيضًا مرسل، بينهما إبراهيم يعني النخعي. وقال ابن المديني: إنّما سمع الأعمش من
(١) انظر: تهذيب الكمال (١٢/ ٧٧). (٢) ولد الأعمش كما سبق ذكره سنة إحدى وستين، وأما أبو بكرة فمات سنة إحدى وخمسين. وانظر: تهذيب التهذيب (٤/ ٢٢٥). (٣) ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (٩/ ١٦٤) من طريق العيسوي عن البختري به. ثم قال: هذا حديث صالح الإسناد. ولكن ابن حجر قال في تهذيب التهذيب (٤/ ٢٢٥): والعطاردي مضعّف. وفي الحاشية: وقال الحافظ المنذري: روى الأعمش عن عبد الله بن عمرو في الطبراني الكبير، وروايته عنه مرسلة. (٤) علل ابن المديني (ص ٤٦). (٥) العلل الكبير، للترمذي (١/ ٩٥) (٢/ ٩٦٤). (٦) كذا في المخطوط وفي جامع التحصيل (ص ١٨٨)، وجاء في المراسيل (ص ٨٤): "همام" بالميم.