المديني: سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - ينكر أن يكون مسروق صلى خلف أبي بكر، وقال: لم يقل هذا إلا هشام (١). قال العلائي: فتكون روايته عن أبي بكر مرسلة، وقد وقع في صحيح البخاري موضع عجيب، وهو أنَّه روى في موضعين من طريق محمد بن فضيل وأبي عوانة، كلاهما عن حصين (٢)، عن أبي وائل عن مسروق، قال: حدثتني أم رومان أم عائشة، فذكر حديث الإفك مختصرًا (٣)، وفيه مخالفة كبيرة للكيفية التي رواها الزهري (٤)، وجاء في رواية خارج الصحيح من طريق ابن (٥) فضيل أيضًا: قال مسروق: فسألت أم رومان عن حديث الإفك، فحدثتني وذكر القصة (٦)، قال إبراهيم الحربي: كان يسألها وله خمس عشرة سنة، ومات مسروق وله ثمان وسبعون سنة، أم رومان أقدم من كل من حدث عنه مسروق. قال الخطيب: العجب كيف خفي هذا على الحربي، وأم رومان ماتت على عهد النبيّ ﷺ، سنة ست من الهجرة في ذي الحجة، أرّخه أبو حسان الزياد (٧) وإبراهيم الحربي أيضًا، وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أو أم سلمة، قالت: لما دفنت أم رومان، قال النبيّ ﷺ:"من سره أنّ ينظر الى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه"(٨)،
(١) المراسيل (ص ٢١٥). (٢) في جامع التحصيل: "معين" خطأ. (٣) صحيح البخاري، رقم (٣٣٨٨) عن ابن فضيل. وانظر: (٤١٤٣، ٤٦٩١). (٤) صحيح البخاري، رقم (٤١٤١). (٥) في المخطوط: "أم فضيل"، وهو خطأ واضح من الناسخ. (٦) صحيح ابن حبان، رقم (٧١٠٣). (٧) في جامع التحصيل: "الزيادي". (٨) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٢٧٧).