د. ولأم حبيبة حمنة بنت جحش ﵁ فقد روى عنها أيضاً التابعية عمرة بنت عبد الرحمن المتوفية في ٩٨ هـ (تهذيب الكمال رقم ٧٨٩٥). وأخرج ابن عبد البر بسند قوي في التمهيد (١٠/ ١٢٦) وقال: واحتجوا أيضا بما حدثناه عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا مسلم قال: حدثنا أبان وهشام الدستوائي قالا: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال أبان: عن أم حبيبة وقال هشام: إن أم حبيبة سألت رسول الله ﷺ قالت: إني أهراق الدماء فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي".
فائدة: قال أبو حاتم: الصحيح عن هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي سلمة: أن أم حبيبة سألت النبي ﷺ … وهو مرسل" (علل ابن أبي حاتم ١/ ٥٧٧ رقم ١١٩) بينما قال الدارقطني: قال حسين المعلم عن يحيى عن أبي سلمة أخبرتني زينب بنت أم سلمة أن امرأة عبد الرحمن كانت تهراق الدم وهو أشبه الأقاويل بالصواب"(علل الدارقطني ١٥/ ٣٨٣ رقم ٤٠٩١).
قال المُراجع: والجمع ممكن فمدار الحديث على يحيى بن أبي كثير ويحيى ثقة مكثر في الحديث في الحديث فيكون سمع الوجهين لأن يحيى من الحفاظ المكثرين فلا غرابة في تعدد شيوخه للحديث الواحد. وأيضاً فالوجه الذي رجحه أبو حاتم هو من رواية هشام الدستوائي عن يحيى والدستوائي من أثبت الناس في يحيى وأحفظ من حسين المعلم وأما الوجه الذي رجحه الدارقطني ففيه قصة تدل على أن راويه (حسين المعلم) حفظه. والجمع أولى.