قال المُراجع: الصحيح أن الذي روى "لا وضوء إلا من صوت أو ريح" هو ابنه السائب بن خباب في مسند الشاميين (٢/ ٢٨٦ رقم ١٣٤٥) وإسناده وإن كان فيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف فقد توبع من قبل محمد بن عبد الله بن مالك في مسند أحمد (٢٤/ ٢٦٥ رقم ١٥٥٠٦) ومحمد هذا صالح الحديث فقد ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه ابن لهيعة وعطاف بن خالد (تعجيل المنفعة ٢/ ١٨٨) وعنه أيضاً أبو معشر (مسند الشهاب ٢/ ٢٢ رقم ٨٠٦). ولم يرد فيه جرح. فمع ثبوت الصحبة لأبنه السائب فيكون أباه خباب صحابي ويؤيد ذلك ما أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (٢/ ٩١٢ رقم ٢٣٥٢) وقال: حدثنا فاروق ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من المهاجرين من قريش ثم من بني نوفل بن عبد مناف من حلفائهم: عتبة بن غزوان وخباب مولى عتبة رجلان". وهذا إسناد حسن وإن تُكلم في محمد بن فليح إلا أنه حسن الحديث فقد ذكره ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (١١٢١) وقال "من متقني أهل الحجاز" وقال الذهبي "ثقة" (المغني في الضعفاء رقم ٥٩٠٨) ولم يذكر ذلك صاحب تهذيب التهذيب. وقال الدارقطني "ثقة" وأبو حاتم الرازي "ما به بأس ليس بذاك القوي" وذكره ابن حبان في الثقات (تهذيب التهذيب ٩/ ٤٠٦). وأما قول ابن معين "ليس بثقة" فتعقبه أبو حاتم فقال "كان ابن معين يحمل على محمد" ثم قال أبو حاتم "ما به بأس ليس بذاك القوي" (الجرح التعديل ٨/ ٥٩). وأما قول العقيلي "لا يتابع على حديثه" فقد تعقبه الذهبي "كثير من الثقات قد تفردوا فيصح أن يقال فيهم: لا يتابعون على بعض حديثهم" (تاريخ الإسلام ٤/ ١١٩٩).