العلائي: وذكر في التهذيب أنَّه روى عن ابن عمر ولم يدركه، بل هو مرسل (١). انتهى. قلت: ذكر البخاري في التاريخ أنَّه سمع من ابن عمر (٢). وروى الطبراني في مسند الشاميين عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: رأيت ابن عمر يحتبي يوم الجمعة والإمام يخطب، فخفق الخفقات وهو مُحْتَبٍ (٣). وقول العلائي: إنَّه لم يدركه بل هو مرسل، ليس تتمة كلام صاحب التهذيب (٤)، فإنِّي لم أره فيه، ولم أجد للعلائي سلفًا في ذلك، إلا أنّ الذهبي قال في التذهيب (٥) ومختصر المستدرك: إنَّه أرسل عن ابن عمر، فكأنَّ العلائي أخذه منه، وزاد كونه لم يدركه، ولم أجد للذهبي سلفًا في الحكم على روايته عنه بالإرسال، وكأنَّه فهم ذلك من قول ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: رأى ابن عمر، ولم يقل سمع ولا روى (٦)، وليس بإنصاف من الذهبي حُكمه على روايته بالإرسال بعبارة محتملة مع تصريحه هو برؤيته، وتصريح البخاري بسَماعه منه، وأعجب من ذلك قول العلائي: إنَّه لم يدركه. وقال المزي: روى عن عُتبة بن غَزوان ولم يدركه (٧). انتهى.
قال المُراجع: الراجح أن إبراهيم بن أبي علبة سمع ابن عمر ﵁ كما قال البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٧٣٧)"سمع ابن عمر" لإدراكه ابن عمر. فقد
(١) جامع التحصيل (ص ١٤٠). وانظر: تهذيب الكمال (٢/ ١٤١). (٢) التاريخ الكبير (١/ ٣١٠). (٣) مسند الشاميين (١/ ٣٥)، رقم (٢٠). (٤) وهو كما قال ابن العراقي. انظر: تهذيب الكمال (٢/ ١٤١). (٥) تذهيب التهذيب، للذهبي (١/ ٢٥٤). (٦) الجرح والتعديل (٢/ ١٠٥). (٧) تهذيب الكمال (١٩/ ٣١٧).