قال إذا أصبح: رضيت بالله ربًا … " الحديث (١)، وذكر خليفة بن خياط أبا سلام هذا في الصحابة، وكذا جزم ابن عبد البر بصحبته، والحديث أخرجه أبو داود والنسائي من طريق شعبة وهشيم عن أبي عقيل واسمه هاشم بن بلال عن سابق بن ناجية عن أبي سلام أنَّه كان في مسجد حمص، فمر به رجل، فقالوا: هذا خادم النبيّ ﷺ فقام إليه فقال: حدثني النبيّ ﷺ، فذكره (٢)، أخرجه أبو داود أيضًا بهذا السند عن أبي سلام عن رجل خدم النبيّ ﷺ: "أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كان إذا حدث حديثًا أعاده ثلاث مرات" (٣). فتبين بذلك أنّ أبا سلام ليس صحابيًا بل هو ممطور المتقدم، وأنّ طريق ابن ماجه مرسلة، ووقع الوهم من مسعر بقوله فيه: أبي سلام خادم النبيّ ﷺ عنه، وكذلك هو أيضًا في مصنف ابن أبي شيبة من طريق مسعر (٤)، والعجب أنّ ابن عبد البر قال بعد سياقه لهذا من طريق ابن أبي شيبة: كذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق، ولم يرواه إلا كما تقدم عند أبي داود والنسائي (٥).
قال المُراجع: قال الذهبي "الصحيح أبو سلام عن صحابي" (الكاشف رقم ٦٦٧٢) وابن حجر "والصواب عن أبي سلام وهو ممطور المذكور عن رجل خدم النبي ﷺ" (تقريب التهذيب رقم ٨١٥٦).
(١) سنن ابن ماجه، رقم (٣٨٧٠). (٢) سنن أبي داود، رقم (٥٠٧٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص ١٣٥)، رقم (٤). (٣) سنن أبي داود، رقم (٣٦٥٣). (٤) مصنف ابن أبي شيبة، رقما (٦٥٩٢، ٩٣٣٠). (٥) جامع التحصيل (ص ٣١١). وانظر: طبقات خليفة (ص ٧)، والاستيعاب (٤/ ٩٨).