عموم كل أحد؛ لأن (أحداً) نكرة في سياق النفي، فكأنه قيل: ما زكى كل أحد منكم، والمعنى: لكن بسبب فضل الله زكَى بعضكم، وهم المؤمنون دون غيرهم، فأصل التزكية حاصلٌ، وعمومها في متعلقها ممتنع.
ومن القسم الأول: قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[النور: ١٤]، وهي نكرة في سياق الإثبات، فلا (١) عمومَ لها، فانتفى مسُّهم (٢) هذا العذاب؛ لأنه قُيد بقيد خاص.
وكقوله في الحديث: لولا عليٌّ لهلكَ عمرُ (٣)، فالممتنع الهلاك؛ لأن الامتناع ورد على ماهيَّة مطلقة، ولم يصادف سواها فيمنعه.
وعن الفراء: أنه حكى عن "بعض النحويين: أن (لولا) ترفعُ لنيابتها مَنابَ الفعل؛ لأن معنى (لولا زيد): لو لم يمنعني زيد.
وردَّه من وجهين:
أحدهما: أن أحداً لا يقع بعدها، وهو يقع بعد ذلك المقدر.
والآخر: امتناع لولا أخوك، ولولا أبوك كان كذا؛ أي:[لو](٤) لم يمنعني أخوك.
(١) "ت": "ولا". (٢) غير واضحة في الأصل، والمثبت من "ت". (٣) رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٣/ ١١٠٢). (٤) زيادة من "ت".