يونس المصري المؤرخ بمصر: أنه كان شريفًا بمصر في أيامه، وله وفادة على معاوية، وصار إلى أفريقيا، وبها مسجده ومواليه (١)، وهذه شهرة شهيرة تزيد على رواية الجماعة عنه، مع تخريج مالك - رحمه الله - لحديثه في "الموطأ"(٢)، والله أعلم.
* * *
* الوجه الثاني: في شيء من مفرداته، وفيه مسائل:
الأولى: قال محمد بن جعفر التميمي في كتاب "جامع اللغة" في مادة (أي ي): يستعمل من (أي ي) اسم يقع مواقع، منها الشرطُ إذا قلت: أيًّا تضربْ أضربْ، وأيٌّ يكرمْك أُكرمْه. فمعنى (أيّ) هاهنا التبعيض، ويسقط المضاف إليه لعلم المخاطب به.
وتقع (أيّ) في الاستفهام على وجهين:
إن أضيفت إلى معرفة طلبت الاسمَ إذا قلتَ: أيُّ الرجلين أخوك؟ فالجواب: زيد أو عمرو.
وإن أضيفت إلى نكرة طلبت الصفةَ، فإذا قيل: أيُّ رجلين أخوك؟ قلتَ في الجواب: قصير أو طويل.
(١) انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ٣٥٩)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٥/ ٢٩٦)، و"الثقات" لابن حبان (٥/ ١٠٥)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٧/ ٤٧٨). (٢) روى مالك له في "الموطأ" (٢/ ٤٩٨) هذا الحديث، وروى له (٢/ ٨٤٦) حديثًا آخر في تحريم بيع الخمر.