[يقال: أحفَى شاربه ورأسه، قال ابن دُريد](٣): يقال: أحفى شاربه يحفوه حفواً: إذا استأصلَ أخْذَ شعرِه، قال: ومنه قوله: "أحفُوا الشواربَ"(٤). [وقريبٌ من هذا في الدلالة على الزيادة على القص:"انهكوا الشواربَ"(٥)] (٦) وهو في الصحيح، وقد قيل به.
قال القاضي: وأمّا الشارب فذهب كثيرٌ من السلف إلى استئصاله وحلقه بظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم - "أحفُوا الشواربَ" و"أنهكوا"؛ وهو قول الكوفيين (٧).
السابعة: لم يقلْ مالك - رحمه الله - بالاستئصال، وأغلظَ القول فيه، ففي (٨) كتاب "العتبية"(٩): وسئل مالك عمن أحفى شاربه، قال (١٠): يُوجَعُ ضرباً، وليس حديث النبي بالإحفاء (١١).
(١) أي: الإحفاء. (٢) انظر: "معالم السنن" للخطابي (٤/ ٢١١). (٣) سقط من "ت". (٤) انظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد (١/ ٥٥٦). وانظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٢/ ٦٢). (٥) رواه البخاري (٥٥٥٤)، كتاب: اللباس، باب: إعفاء اللحى، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. (٦) سقط من "ت". (٧) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٢/ ٦٤). (٨) "ت": "وفي". (٩) في الأصل: "العتبي"، والمثبت من "ت". (١٠) "ت": "فقال". (١١) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (٢١/ ٦٤)، و"مواهب الجليل" للحطاب (١/ ٢١٦).