رواه مالك في "المُوطأ" عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن حُميدة بنت عبيد بن رفاعة (١)، عن كبشة، وقد ذكرنا من صحَّحه.
وقوله: وأمَّا ابن منده فخالف؛ أي: في التصحيحِ، فإنَّهُ لمَّا أخرجَ الحديثَ في "صحيحه بالاتفاقِ والاختلاف" قالَ: وأمّ يحيَى اسمُها حُميدة، وخالتُها كَبشة، ولا يُعرَفُ لهما روايةٌ إلا في هذا الحديث، ومحلُّها محلُّ الجَهالة، ولا يثبتُ هذا الخبرُ من وجه من الوجوهِ، وسبيلُهُ [سبيلُ](٢) المعلولُ.
فجرَى ابن مَنْدَه على ما اشتهر عن أهل الحديث [أنَّهُ](٣) مَن لا يروي (٤) عنه إلا راوٍ واحد فهو مجهول، ولعلَّ من صحَّحهُ اعتمد علَى
(١) فائدة: اختلف في حُميدة، هل هي بضم الحاء أو فتحها؟ قال المؤلف رحمه الله في "الإمام" (١/ ٢٣٣): اختلف في رفع الحاء ونصبها، فبعضهم يقول: حَميدة، وبعضهم يقول: حُميدة، وهو الأكثر، انتهى. وهي: حميدة بنت عبيد بن رفاعة، كذا قال سائر الرواة في اسمها، وهو الصواب، وقال يحيى بن يحيى في نسبها: حميدة بنت أبي عبيدة بن فورة، قاله القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (٢/ ١١٩). (٢) زيادة من "البدر المنير" لابن الملقن (٢/ ٣٤٢)، حيث نقل كلام ابن منده هذا. (٣) سقط من "ت". (٤) "ت": "لم يرو".