النَّضْحُ: إصابةُ الماء للمَحَلِّ مع خِفَّة، وهو بالحاء المُهملة، والنَّضْخ بالخاء المعجمة أكثرُ منه، وقد يُستعمَلُ النضح - بالمُهملة - في موضع النَّضخ - بالمعجمة -، على ما يَظْهر من كلامِ بعضهم، ومنه:"مَدِينةٌ يَنْضَحُ البحرُ جوانبَها"، أو "في جوانِبهِا"(١).
وقد تكلَّم بعض الفقهاء في النضح من بولِ الغلامِ بما يقتضي كثرةَ الصَّبِّ.
وأما المالكيّة: فكلامُهم يدل على ما يقتضِيْه معنى الخِفّةِ والقِلّةِ، والفرْقُ بينه وبين الغُسْلِ، من جهة الكَثْرَةِ والقِلّة (٢)، وإنما قلتُ: من جهة الكثرة والقلة؛ لأنَّ الشافعيَّ الذي أشرنا: أنَّ كلامه يقتضي
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤٤)، وأبو يعلى في "مسنده" (١٠٦)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ١٨)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (١/ ٧٦ - ٧٧)، من حديث أبي لبيد - رضي الله عنه -، وفيه: "إني لأعلم أرضاً يقال لها: عمان، ينضح بناحيتها البحر، بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٥٢): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير ابن زياد وهو ثقة، ورواه أبو يعلى كذلك. وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ١٦). (٢) انظر: "الذخيرة" للقرافي (١/ ١٧٦ - ١٧٧).