فيها خُطُوطٌ من سَوَادٍ وبَلَقْ ... كأنَّه في الجِلْدِ توليعُ البَهَقْ
وإنه قيل له: لمَ لا تقول (١)(كأنها) فتحمله على المخطوط، أو (كأنهما) فتحمله على السواد والبَلَق؟! فغضب، وقال: ذلك - ويلك - الَّذي بها توليعُ البهق (٢).
وأما على رواية تأنيث الضمير:"فإنها لهُم في الدُّنيا، وهي لكم في الآخِرَةِ"، فيحتمل أن يعودَ على الآنيةِ والصِّحاف، ويحتمل أن يعودَ على الجميع على معنى: فإن تلك المذكوراتِ، وما يقرُب منه.
* * *
* الوجه الرابع:[في الفوائد](٣)، وفيه مسائل:
الأولى: فيه الشرب من آنية المجوس، وسيأتي الشُّرب من آنية الكفار.
الثانية: حذيفة - رضي الله عنه - كان على المدائن، فيؤُخذ منه أن مثل هذا
(١) في الأصل: "لو لم"، والتصويب من "ت". (٢) انظر: "مجالس ثعلب" (٢/ ٣٧٥)، و"خزانة الأدب" للبغدادي (١/ ٨٨)، و"لسان العرب" لابن منظور (٨/ ٤١٠)، وعندهم: قال أبو عبيدة: قلت لرؤبة: إن كانت المخطوط فقل: "كأنها"، وإن كان سواد وبياض فقل: "كأنهما"؟ فقال: كأنَّ ذا - ويلك - توليع البهق: قال ابن منظور: قال ابن بري: ورواية الأصمعي: "كأنها" أي: كأن المخطوط. (٣) سقط من "ت".