ثم قال: وأما (ثم) فللترتيب في المعنى بانفصال؛ أي: يكون المعطوفُ بها لاحقًا للمعطوف عليه في حكمه، متراخيًا عنه بالزمان؛ كقوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١٢١) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: ١٢١ - ١٢٢].
وقد تأتي للترتيب في الذِّكر كقوله تعالى:{ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}[الأنعام: ١٥٤].
وفي التفصيل المذكور؛ كقولك: توضأ فغسل وجهه، ثم يديه، ثم مسح رأسه، ثم رجليه.
وقد تعطف بـ (الفاء) متراخٍ؛ كقوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [الأعلى: ٤ - ٥](٣).
التاسعة: في طريق أخرى لتخريج (٤) الألفاظ المنافية للتعقيب في
(١) انظر: "ديوان امرئ القيس"، وصدر البيت: قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ (٢) البيت لحميد بن ثور الهلالي، كما في "ديوانه" (ص: ٤٣) وعنده: "بين الأكف" بدل "تحت العجاج". (٣) انظر: "شرح الكافية" لابن مالك (ص: ١٢٠٦) وما بعدها، وهو الذي قصده المؤلف بكلامه ونقل عنه. (٤) في الأصل: "لتخرج"، والمثبت من "ت".