وقد تبدل الحاء هاءً في هذا المعنى، فيقال: فره؛ أي: بطر، قال الله تعالى:{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ}[الشعراء: ١٤٩]؛ أي: أشرين بطرين.
والهاء تبدل من الحاء لقرب مخرجيهما، تقول: مدحته، ومدهته؛ بمعنى واحد (٢).
الثانية والعشرون: قد ذكرنا: أن الذوات [قد](٣) يُقصد بذكرها صفاتُها الجميلة المناسبة لما يذكر معها؛ كما تقول: أنت تقول كذا؟! ومثلُك يفعل كذا؟!
ويراد به مناسبة صفته لذلك الفعل، فقوله تعالى:{وَأَنَا}[طه: ١٣] قد يَجري هذا المجرى، فكأنه يقال: وأنا المحسنُ المنعمُ الواسعُ العطاءِ أجزي به.
الثالثة والعشرون: تأمل إشارة تقديمه الضمير [العلي](٤) في صدر الكلام، والفرق بينه وبين (الصوم لي)، و (أجزي به) لو قيل (٥)،
(١) زيادة من "ت". (٢) انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (ص: ٣٨٠). (٣) سقط من "ت". (٤) سقط من "ت". (٥) أي: لفظ الحديث: "وأنا أجزي به"، و"فإنه؛ أي: الصوم، لي"، وليس: وأجزي به، والصوم لي، وفي لفظي الحديث تقديم للضمير الذي يعود =