ويقال للإبداع: أمر؛ نحو:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}[الأعراف: ٥٤]، ويختص ذلك بالله دون الخلائق، وقدْ حُمِل على ذلك قولُه تعالى:{وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا}[فصلت: ١٢](١).
قلت: الأمر في الحديث راجع إلى الصيغة المخصوصة.
الخامسة: قال الراغب: مقتضى (مع) الاجتماعُ؛ إما في المكان؛ نحو: هما معاً في الدار، أو في الزمان؛ نحو: ولدا معاً، أو في المعنى لمتضايفين (٢)؛ نحو: الأخِ والأبِ، فإن أحدهما صار أخاً للآخر في حالِ ما صار الآخرُ أخاه، وإما في الشرف والرتبة؛ نحو: هما معاً في العُلُوِّ.
ويقتضي معنى النصرة، وأن المضافَ إليه لفظُ (مع) هو المنصور؛ نحو قوله - عز وجل -: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد: ٤]، وقال:{أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}[البقرة: ١٩٤]، وقوله عن موسى:{إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء: ٦٢][ورجل إمَّعة] من شأنه أن يقول لكل واحد: أنا معك (٣).
(١) انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: ٨٨). (٢) في المطبوع من "المفردات": "كالمتضايفين". (٣) انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: ٧٧١).