آخره:"ثم قال: رأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فعلَ هذا"(١).
وهذا هو الإسناد، الذي حكمَ مَنْ حكمَ بصحتِهِ فيما مضَى، ففيه إذاً استحباب التكرار ثلاثاً في هذا التخليل.
الثامنة: هو أيضاً مطلقٌ في كيفية التخليل، وفي حديث أنس بن مالك - الذي قدَّمنا أنَّهُ صحيح (٢) علَى طريقة الفقهاء -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - توضَّأَ، فأدخلَ أصابِعَهُ تحتَ لحيتِهِ، وهذه كيفيةٌ أخرَى، تُؤخَذ من هذا الحديث.
التاسعة: روَى الطبرانيُّ من حديث أبي حفص العبدي، عن ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك قال: رأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - توضَّأ، قال: فخلَّلَ لحيتَهُ من تحتِ حَنَكِهِ، وقال:"بهذا أَمَرَني رَبي"(٣)، وهذا فيه أمرٌ زائد علَى الإطلاقِ.
وعمرُ هذا، عن أحمدَ أنَّهُ قال: ثقة، لا أعلمُ إلا خيراً، وقال يحيَى بن معين: ثقة، وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: ثقة، وفوق الثقة، وقال أبو حاتم: يُكتَبُ حديثُهُ، ولا يحتجُّ به؛ ذكر ذلك في حالِهِ [صاحب](٤)"الكمال"(٥)، والواسطةُ (٦) التي بين الطبراني وبينه، إنْ لمْ
(١) رواه الدارقطني في "السنن" (١/ ٨٦). (٢) "ت": "صحح". (٣) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٤٤٦٥)، وإسناده ضعيف. (٤) زيادة من "ت". (٥) وانظر: "تهذيب الكمال" للمزي (٢١/ ٢٦٩). (٦) "ت": "الناسطة".