السادسة عشرة منها: مادَّةُ (الإفْشَاءِ) تدل على الظُّهور والانتشارِ، فَشَتِ المقالة: إذا انتشرت وذاعت، وليُفْشوا العلم؛ أي: يُظْهروه وَينْشُروه، وأفشى (٣) السرّ: أظهرَه ونشرَه (٤).
فإفشاء السلام: إظهارُه وعدمُ إخفائه بخفضِ الصَّوتِ، وأما نشرُه: فتداوله (٥) بين النَّاس، وأن يحيوا سنَّتَه ولا يميتوها.
السابعة عشرة منها: السلام يطلق بمعنى السلامة، قال الشاعر (٦)[من الوافر]:
تُحَيِّي بالسَّلامَةِ أُمُّ عمروٍ ... وهَلْ لَكِ بعد قَومِكِ من سَلامِ
ويُطلَقُ اسماً من أسماء الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
(١) "ت": "واعتبار". (٢) انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: ٨٠٩). (٣) في الأصل و"ب": "إفشاء"، والتصويب من "ت". (٤) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (١٥/ ١٥٥)، (ماة: فشا). (٥) في الأصل: "وتداوله"، والمثبت من "ت". (٦) هو شداد بن الأسود، كما ساقه ابن هشام في "السيرة" (٢/ ٢٩) في بكاء قتلى بدر، وعنده: تحيي بالسلامة أمُّ عمرو ... وهل لي بعد قومي من سلام