وقال عباس الدُّوري عن يحيى بن معين: محمد بن عجلان ثقةٌ أوثقُ من محمد بن عمرو بن علقمة، ما يشك في هذا أحد، كان داودُ بن قيسٍ يجلس إلى محمد بن عجلان يتحفَّظ عنه، ويقال: إنها اختلطت على محمد بن عجلان (١)؛ يعني: في حديث سعيد المقبري.
قلت: أما قوله: كان يحيى بن سعيد لا يرضى محمد بن عجلان: فليس هذا باللفظ المقتضي لما (٢) يوجب سقوطَ الرواية، وقد يقال مثله فيمَنْ يَكْرَه القائلُ منه شيئًا لا يُوجِب تركَهُ، هذا مع تشديد الإمام [الجليل](٣) أبي سعيد يحيى بن سعيد في الرجال.
وقد ذكر [ابن](٤) شاهين من رواية عباس (٥) الدوري، عن يحيى ابن معين، قال يحيى بن سعيد: لو لم أروِ إلا عن كلِّ مَنْ أرضى - أو كلمة نحوها - ما رويتُ إلا عن خمسة (٦).
ومن رواية بُندار قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: وقلت له عن ثقة فقال: لا تقل عن ثقة، لو حققتُ لك، ما حدثتك إلا عن
(١) انظر: "تاريخ ابن معين - رواية الدوري" (٣/ ١٩٥)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٨/ ٤٩). (٢) "ت": "ما". (٣) سقط من "ت". (٤) زيادة من "ت". (٥) في الأصل: "ابن عباس"، والتصويب من "ت". (٦) انظر: "تاريخ ابن معين - رواية الدوري" (٤/ ١٨٩).