قالَ: ولأنها تُقابلُ (لو)؛ لأنَّ (لو) في الغالبِ تدُلُّ علَى امتناعٍ [لامتناع](٢)، و (لمَّا) تدُّلُ علَى وجوبٍ لوجوبٍ، ويُحقِّقُ تقابُلَهُما أنَّكَ تقولُ: لو قامَ زيدٌ لقامَ عمرو، ولكنَّهُ لمَّا لمْ يقمْ لمْ يقمْ، ويُقوِّي قولَ أبي عليٍّ أنها قد جاءَتْ لمجرَّدِ الوقتِ في قولِ الراجِزِ:
إنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أنْ يَنْفَعَا
إيَّايَّ لمَّا صِرْتُ شَيْخاً قَلِعَا (٣)
والثالث: أن تكونَ بمعنى (إلا) في قَسَمٍ، كقولهِ (٤): عزَمتُ عليكَ لمَّا ضَربتَ كاتبَكَ سَوطاً.
وكقولِ الآخَر [من الرجز]:
قَالَتْ لَهُ بِاللهِ يَا ذَا البُرْدَينْ
(١) زيادة من "ت". (٢) سقط من "ت". (٣) أورده ابن سيده في "المحكم" (١/ ٢١٨)، وابن منظور في "لسان العرب" (٨/ ٢٩٠)، (مادة: قلع) دون نسبة. وقوله: شيخ قلع: يتقلع إذا قام، ويمشي كأنه ينحدر. (٤) "ت": "تقول".