وروى سلمة، عن الفراء: أنه قال: نثرَ الرجلُ وانتثرَ واستنثرَ: إذا حرَّك النَّثْرَة في الطهارة (٢).
وقال الخطابي: استنثرَ، معناه: استنشقَ الماء ثم أخرجه من أنفه، وأصله مأخوذ من النَّثْرَة، وهي الأنف (٣).
عن ابن قتيبة: الاستنشاق والاستنثار سواء، مأخوذ من النَّثْرَة، وهي الأنف (٤).
وعند بعضهم التفريق بين الاستنشاق والاستنثار، قال صاحب "المطالع"(٥)(٦) بعد ما حكى قولَ ابن قتيبة - أن الاستنشاق والاستنثار
(١) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (١٥/ ٥٥)، (مادة: نثر). (٢) نقله النووي في "شرح مسلم" (٣/ ١٠٥)، وفي "تهذيب الأسماء" (٣/ ٣٣٥) عن الأزهري في "تهذيب اللغة"، وقد سقط من المطبوع من الكتاب، وعن النووي نقل المؤلف رحمه الله كلام الأزهري. (٣) قال الخطابي في "غريب الحديث" (١/ ١٣٦): والاستنثار أن يمري الأنف يستخرج ما قد تنشقه من الماء، وزعم بعضهم: أن الاستنثار مأخوذ من النثرة وهي الأنف. (٤) انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ١٦٠) وعنده: والاستنثار سمي بذلك؛ لأن النثرة الأنف، فالاستنثار استفعال. (٥) في الأصل: "الطالع"، والمثبت من "ت". (٦) لابن قُرقُول - بضم القافين - إبراهيم بن يوسف الوهراني الأندلسي، المتوفى سنة (٥٦٩ هـ) كتاب: "مطالع الأنوار على صحاح الأثار" فيما استغلق من كتاب: "الموطأ"، و "البخاري"، و"مسلم"، وإيضاح مبهم =