الحربي - لما صنَّفَ أبو داود هذا الكتاب -: أُلينَ لأبي داودَ الحديثُ كما أُلِينَ لداودَ عليه السلام الحديدُ (١).
ونحوُهُ عن محمدِ بن إسحاق الصَّغَاني أنه قال: أُلِينَ لأبي داودَ السجستانيِّ الحديثُ كما ألين لداود عليه السلام الحديدُ (٢).
وروى الحافظُ أبو القاسم عليُّ بن الحسن الدمشقي بإسناده إلى الصُّولي، قال: سمعتُ أبا يحيى زكريا بن يحيى السَّاجي يقول: كتابُ الله عز وجل أصلُ الإِسلام، وكتابُ "السنن" لأبي داودَ عهدُ الإسلام (٣).
وروى - أيضًا - من حديث أبي بكر بن دَاسَةَ قال: سمعتُ أبا داودَ يقول: كتبتُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسَ مِئةِ ألفِ حديثٍ، انتخبتُ منها هذا الكتاب - يعني كتابَ السنن - جمعتُ أربعةَ آلافٍ وثمانَ مئةِ
(١) رواه ابن نقطة في "التقييد" (ص: ٢٨٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ١٩٦)، كلاهما من طريق الخطابي في "معالم السنن" (١/ ٧). وقد أنشد الحافظ أبو طاهر السِّلفي رحمه الله [من الكامل]: لانَ الحديثُ وعلمُه بكماله ... لإمام أَهْلِيْهِ أبي داودَ مثلَ الذي لانَ الحديدُ وسبْكُهُ ... لنبيِّ أَهلِ زمانِهِ داودَ وانظر: "الحطة في ذكر الصحاح الستة" للقنوجي (ص: ٢١٣). (٢) رواه ابن طاهر المقدسي في "شروط الأئمة" (ص: ١٠٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ١٩٦). (٣) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ١٩٧)، من طريق: ابن طاهر المقدسي في "شروط الأئمة" (ص: ١٠٣).