[٤١٦] وجَدّاءَ ما يُرْجَى بها ذو قَرابَةٍ … لِعَطْفٍ وما يَخْشَى السُماةَ رَبِيبُها
الشاهدُ فيه خَفْضُ جَدّاءَ على إضمارِ (رُبَّ)، وقد تَقَدَّمَتْ عِلَّةُ إضمارِها واختِلافُ النحويّين (١٠٠٣) في تقديرِها.
والجَدّاءُ: فَلاةٌ لا ماءَ بها، وأصلُه من الجَدَّ وهو القَطْعُ لانقِطاعِ مائها. والسُماةُ جَمعُ سامٍ وهو الذي يَسْمو لِصَيْدِ الوَحْشِ في سَمومِ الحَرِّ عندَ كُنُوسِها، ويُقال له: المُسْمِي أيضًا.
والرَبيبُ: ما تَرَبَّبَ من الوَحْشِ فيها، والمعنى انَّها فَلاةٌ لا ماءَ بها (١٠٠٤) ولا عُمْرانَ "فيها" فيكون فيها رَبِيبٌ من الوَحْشِ يُصادُ فَيَخْشَى الصائدَ، أيْ: لا وَحْشَ بها لِبُعْدِها عَن العُمْرانِ. وقلّةِ خَيرِها.
الشاهدُ "فيه" خَفْضُ (مِثْلِكِ) على إضمارِ (رُبَّ)، ونَصْبُهُ على الفِعلِ الذي بَعْدَهُ، ويُروي (١٠٠٦):
ومِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
يقول: أنا مُحَبَّبٌ إلى الحَبالَى مِن النساءِ والمَراضِعِ على زُهدِهِنَّ في الرِجالِ فكيفَ الأبكارُ الراغِباتُ فيهم. والتَمائمُ: مَعاذٌ تُعَلَّقُ على الصِبيانِ، واحدتُها تَميمةٌ. والمُغْيَلُ: المُرْضعُ وأُمُّهُ حُبْلَى، ويقالُ: هو الذي يَرضَعُ وأُمُّهُ تُوطَأُ.
(١٠٠٢) للعنبري في: الكتاب ١/ ٢٩٤، وهو بلا عزو في: النكت ٥٢٨، اللسان (جدد). (١٠٠٣) ينظر الشاهد (٢٠٦). (١٠٠٤) في ط: فيها. (١٠٠٥) الكتاب ١/ ٢٩٤، ديوانه ١٢. (١٠٠٦) هذه رواية ديوانه ١٢.