الشاهدُ فيه نَصْبُ مِسْمَعٍ بـ (الضَربِ) على نَحْوِ ما تَقَدَّمَ، ويجوُ أن يكونَ <نَصْبُهُ> بلَحِقْتُ، والأوّلُ أَولَى لِقُربِ الجِوارِ، ولذلك اقتَصر عليه سيبويه.
يقول: قد عَلِمَ أَوّلُ مَنْ لَقِيتُ من المُغِيرِينَ أنِّي صَرَفْتُهُم عن وَجْهِهِم هازِمًا لهم ولَحِقْتُ عَميدَهم فلم أَنكُلْ عن ضَرْبِهِ بسَيفي، والنُكُولُ: الرُجوعُ عن القِرْنِ جُبْنًا.
وأنشد في باب ترجَمَتُه: هذا بابُ الصفةِ المُشَبَهَةِ [باسمِ الفاعِلِ](٤٣٢)، لزُهير (٤٣٣):
[١٦٥] أَهوى لها أَسْفَعُ الخَدَّينِ مُطَّرِقٌ … رِيشَ القَوادِمِ لَمْ تُنْصَبْ له الشَبَكُ
الشاهدُ فيه نَصْبُ (الرِيشِ) بمُطَّرِقٍ تَشبيهًا له في العَملِ باسم الفاعِلِ المُتَعدّي، لأنّه صِفةٌ مِثلُهُ جارٍ على فِعْلِهِ كَجَرْيهِ، ويَلْحَقُهُ من التَثنيةِ والجمعِ والتذكيرِ والتأنيثِ ما يَلْحَقُهُ فَعَمِلَ لذلك فيما كانَ من سَبَيِهِ عَمَلَهُ (٤٣٤).
وَصَفَ صَقْرًا انقَضَّ على قَطاةٍ، والسفْعَةُ: سَوادٌ في خَدَّيه. والاطِّراقُ والمُطارَقَةُ: تَراكُبُ رِيشِهِ. والقَوادِمُ: رِيشُ مُقَدَّمِ الجَناحِ. وقولُه:(لَمْ تُنْصَبْ له الشَبَكُ)، أي: هو وَحْشِيٌّ لم يُصَدْ ويُذَلَّل باليَدِ، وذلك أشَدُّ له وأسرَعُ لطَيَرانِهِ.
(٤٣٠) في ط: شبه. (٤٣١) الكتاب ١/ ٩٩، شعره: ٤٦٤، وروايته فيهما: كَرَرْتُ فَلَمْ. (٤٣٢) في الكتاب ١/ ٩٩: المُشَبَّهَة بالفاعل. (٤٣٣) الكتاب ١/ ١٠٠، شرح ديوانه ١٧٢. (٤٣٤) في ط: الخ بدل عَمَلَه.