أيْ: قد أرى هذه الدارَ في هذا الوقتِ كذا، وأضافَ الأيَّامَ إلى جُمْلٍ فجرّها على تقديرِ (أيَّامَ حالِ جُمْلٍ وكَوْنِ جُمْلٍ) ونحو ذلك من التقدير.
وأنشد في البابِ (١١٣٧):
[٤٦٩] يا هِنْدُ هِنْدٌ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ
الشاهد فيه حَمْلُ (هِنْدٍ) الثانية على اضمار مبتدإٍ، وتقديرها نكرة موصوفة بما بعدها والتقدير أنتِ هِندٌ مستقِرَّةٌ بينَ خِلْبٍ وكَبدٍ، كما يقال: أنتَ زَيدٌ من الزيدينَ فَيُجْعلُ نكرةً. ويجوزُ أنْ تجعلَهَا معرفةً على أصلها مقطوعةً أيضًا مِما قَبلها كأنّه قالَ: هندٌ هذه المذكورةُ بين خِلْبِي وكَبدِي مستقرَّةٌ.
والخِلْبُ: لَحمةٌ تصلُ ما بينَ الكبدِ وزيادَتِها، فجعلَها في الاتِصالِ بنفُسِهِ قَدْ حَلَّت ذلك المحل.
وأنشد في بابٍ من الترخيمِ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما أواخِرُ الأسماءِ فيه الهاءُ، لابنِ الخَرِع (١١٣٨):
الشاهد فيه ترخيمُ (فزارَةَ) والوَقْفُ عليها بالألفِ عوضًا من الهاءِ؛ لأنَّهم إذا رَخَّموا ما فيه الهاءُ ثُمَّ وَقَفوا عليه رَدّوا الهاءَ للوَقْف، فَلَمَّا لَمْ يُمكِنه رَدُّ الهاءِ [ها] هنا
(١١٣٦) ينظر هذا البيت في شرح أبيات سيبويه ١/ ٣٥٥. (١١٣٧) الشاهد بلا عزو في: الكتاب ١/ ٣٢٩، شرح أبيات سيبويه ١/ ٣٦١، اللسان (خلب). (١١٣٨) البيتُ لعوف بن عطيّة بين الخَرِع في: الكتاب ١/ ٣٣١، المفضليات ٤١٦، الأصول ١/ ٤٤١، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٦، وهو بلا عزو في: ما يجوز للشاعر في الضرورة: ١٤١، وابن الخَرِع هو عوف بن عطية بن الخَرع التَيْمي، وهو شاعر جاهلي مفلق. (الأغاني ١١/ ١٢٣، معجم الشعراء: ١٢٥، الخزانة ٣/ ٨٢).