الشاهد في نَصْب إخوانِ العَزاءِ بـ (هَيُوجٍ)، لأنّه تكثيرُ هائجٍ، وعَمِلَ فيه مُقَدَّمًا كعَمَلِهِ فيه مؤخّرًا لقُوَّتِهِ وجَرْيِهِ مَجرى الفِعلِ في عَمَلِهِ.
وَصَفَ امرأةً بالحُسْنِ واسْتِمالَةِ الرِجالِ فيقول: لو نَظَرَ إليها راهِبٌ لَقَلَى دينَهُ، أيْ: أبْغَضَهُ وتَرَكَهُ، واهتاجَ شَوقًا إليها، ثُمَّ قالَ: إنَّها لإفْراطِ حُسْنِها وجَمالِها تَهِيجُ إخْوانَ العَزاءِ عن (٢٣٤)، مِثْلِها < على الشَوْقِ > وتَحْملهم على الصِبَا واللَّهُو، ويقال: هِجْتُ الشَيءَ فاهتاجَ إذا هَيَّجْتُهُ ولا يقال: أهَجْتُ.
وأنشد في البابِ للقُلاخ بن حَزْن المِنْقَري (٢٣٥)، والقُلاخ بالخاءِ معجمةً وهو من قَلَخَ البَعيرُ < قَليخًا و> قُلاخًا إذا هَدَرَ:
وَصَفَ رجلًا بالشَجاعةِ والإعداد للحربِ فيقول: هو أخو الحربِ (٢٣٧) لمُلازَمَتِهِ لها، مُعِدٌّ لآلَتِها، لابِسُ لِعُدَّتِها، وجَعَل ما يَلْبَسُه لها منَ السِلاحِ كالدِرْعِ ونَحْوِها جِلالًا، وهي جَمعُ جُلّ، على طريقة المَثَلِ والاستعارِة، والوَلّاجُ: الكثيرُ الوُلوجِ في البُيوتِ المُتَرَدِّدُ فيها لضَعْفِ هِمَّتِهِ، نَفَى ذلك عنه، والخَوالِفُ: جَمعُ خالِفَةٍ وهي عَمود
(٢٣٤) في ط: على مثلها. (٢٣٥) البيتُ له في: الكتاب ١/ ٥٧، شرح أبيات سيبويه ١/ ٢٤٠، النكت ٢٤٥، شرح المفصل ٦/ ٧٠، وهو بلا عزو في المقتضب ٢/ ١١٣، ابن عقيل ٢/ ١٩٦ والقُلاخُ بن حزن بن جناب المنقريّ، وكان شريفًا. (الشعر والشعراء: ٧٠٧، الاشتقاق ٢٥٠، المؤتلف والمختلف ٢٥٣). (٢٣٦) في الأصل: فعَمِلَ عَمَلَه، واخترنا ما ورد في ط. (٢٣٧) في ط: أخوها.