والبيتُ منسوبٌ إلى الفرزدقِ (٩١٢)، وهو لغيرِهِ لأنّ نَهْشَلًا أَعمامُه وهم نَهْشَلُ بنُ دارم، والفَرزدقُ من مُجاشِعِ بنِ دارم، وهو يَفْخَرُ بنَهْشَل كما يَفخرُ بمُجاشِعٍ (٩١٣)، وقال (٩١٤):
الشاهدُ فيه جَرْيُ (مُحَلِّقٍ) على (ابنِ ماءٍ) نَعْتًا له، لأنَّه نكرةٌ مِثْلُهُ، إذْ لَمْ يَقْصِد به قَصْدَ ابنِ آوى ونَحْوِه مِمَّا جُعِلَ عَلَمًا في جِنْسِهِ.
وَصَفَ أنّه وَرَدَ ماءً في فَلاةٍ عن (٩١٦) غَير قَصْدٍ، والاعتِسافُ: أنْ يَركَبَ رأسَهُ على غيرِ هِدايَةٍ، في وَقْتٍ من الليلِ، قَدْ كَبَّدَتْ فيه الثُرَيّا السَماءَ و"قد" صارَتْ على قِمَّةِ الرأسِ، فشَبَّهها في ارتفاعِها وتَقارُبِ نُجومها في رَأي العينِ لتكبيدها السماءَ بابنِ ماءٍ قد حَلَّقَ في الهواءِ، أيْ: استوى طائرًا فيه، والحالِقُ: الهَواءُ.
(٩١٢) نُسِب البيتُ في اللسان (مخض) إلى جرير. (٩١٣) نهشل ومجاشع ابنا دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. جمهرة أنساب العرب ٢٢٩. (٩١٤) شرح ديوانه ٥١٨، الكتاب ١/ ٤١٣، وهو الشاهد (٥٨٥)، وصدره: فَيَا عَجَبًا حَتى كُلَيْبٌ تَسُبُّني (٩١٥) الكتاب ١/ ٢٦٦، ديوانه ٤٨٨. (٩١٦) في ط: على غير. (٩١٧) الكتاب ١/ ٢٦٦، ديوانه ٦٨٩.