عندنا، على التقديمِ والتَأخيرِ، فتقديرُ هذا البيت عند غَيرِهِ فكانَ غَيرَ غَدورٍ وكنتُ <، وكذلك كُنتُ منه بَريئًا ووالِدِي، وهذا التقديمُ والتأخيرُ لا يُنْجي مَنْ خالَفَ سيبويه مِن أنْ يكونَ أحَدُ الخَبَرينِ محذوفًا، لأنَّه إذا قالَ: فكانَ غَيرَ غَدورٍ وكُنتُ > عُلِم (١٧٨)، أن المعنى وكنتُ كذلك، أي: وكُنتُ غَيرَ غَدورٍ.
فإذا كانَ حَمْلُهُ على التَّقديمِ والتأخيرِ لا يُخْرجُهُ عنِ الحذفِ فقولُ سيبويه أَوْلى مع إجْماعِهِم في البيتِ الأول المُتقدمِ الذِكر على حَذْفِ خَبرِ الأولِ ضرورةً.
ومُقاعِسٌ: حَيٌّ مِن تَميمٍ (١٨١)، فيقول: قَدْ حَرَّمْتُ على نَفْسي مسابتَّهم بآبائي لِضَعَتِهم وشَرَفي، ولا أرى انتِصافًا لِعِرْضي بذَمِّ أعراضِهم، ولكن انتصافي في المسابَّةِ والمهاجاةِ أنْ أسُبَّ أشرافَ قُريشٍ وتَسُبَّني.
وبَنو عبدِ شَمْسٍ < وبَنو هاشِمٍ > مِن أشرافِ قُريشٍ (١٨٢)، وهم بنو عبد منَافٍ
(١٧٨) في: علي أن. (١٧٩) الكتاب ١/ ٣٩، شرح ديوانه ٨٤٤، وفيه: ولكن عدلًا. (١٨٠) شرح ديوانه ٨٤٤، وفيه: وليس يعدل إنْ سببتُ مقايسا. (١٨١) ومُقاعِس هو الحارث بن بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. الاشتقاق ٢٤٦، جمهرة أنساب العرب ٢١٦. (١٨٢) ينظر: جمهرة أنساب العرب ١٤.