والأصمعيُّ (٢١٩٥) يُنْكِرُهُ ويَتَّهمُ قائلَهُ؛ لأنّه لو كانَ عَرَبيًا مطبوعًا لَمْ يَجمع بينَ لُغتينِ لم يُعْتَدْ إلَّا إحداهُما.
ومعنى أُبِثُّهُ أُحْزِنُهُ (٢١٩٦). والبَثُّ: ما تَبُثُّهُ مِن الحُزْنِ وتُظْهِرُهُ.
وأنشد بَعدَ هذا بيتُ الفرزدقِ (٢١٩٧):
ما زِلْتُ أُغْلِقُ أَبوابًا وأَفْتَحُها [٨٥٤]
مستَشْهِدًا به على [جَوازِ] دُخولِ (أَفْعَلْتُ) على (فَعِّلْتُ) فيما يُرادُ به التكثيرُ فيقالُ: فَتَحْتُ الأبوابَ وأَغْلَقْتُها، والأكثَرُ فَتَّحْتُ [الأبوابَ](٢١٩٨) وغَلَّقْتُها؛ لأنَّ الأبوابَ جَماعَةً فيكثُرُ الفِعلُ الواقِعُ بها (٢١٩٩)، وقد مَرّ البيتُ بتفسيرِهِ (٢٢٠٠).
وأنشد في بابِ استَفْعَلْتُ، لحاتِمِ طَيِّئٍ (٢٢٠١):
الشاهِدُ في قَولِهِ: تَحَلَّمْ؛ أيْ: استَعْمِلِ الحِلْمَ واحمِلْ نَفْسَكَ عليه حَتَّى تَتَخَلَّقَ به، فأَرادَ أَنَّ (تَفَعَّلَ) بِناءً لِمَنْ أَدْخَلَ نَفْسَهُ في الشَيءِ وإنْ لَم يَكُنْ مِن أَهلِهِ كما قالوا: تَعَرَّب وتَقَيَّسَ وتَمَجَّسَ ونَحْوُهُ.
(٢١٩٣) في ط: واحتَجَّ. (٢١٩٤) شرح ديوانه ٩٣. (٢١٩٥) ينظر: فعلت وأفعلت ١٦٦. (٢١٩٦) في ط: أُخبِره بَثَّي. (٢١٩٧) الكتاب ٢/ ٢٣٧. (٢١٩٨) في ط: فَتَحتُها. (٢١٩٩) في ط: لها. (٢٢٠٠) ينظر الشاهِدُ (٨٥٤). (٢٢٠١) الكتاب ٢/ ٢٤٠، ديوانه ١١١.