الشاهِدُ [فيه] نَعْتُ الجاهِل بذِي التَنَزِّي، ورَفْعُهُ وإنْ كانَ مضافًا؛ لأنَّ الجاهلَ ليسَ بمُنادًى فيجري نَعْتُه على الموضعِ، ولو نُصِبِ ذو التَنَزِّي على البَدَلِ من (أيٍّ) أو إرادة النداءِ على معنى وياذا التَنَزِّي لجازَ.
والتَنَزِّي هنا خِفَّةُ الجَهْل، وأَصلُه الوَثْبُ.
وأنشد في البابِ لذي الرُّمَّةِ (١٠٥٢):
[٤٣٧] ألَّا أَيُّها ذا المنزِلُ الدارِسُ الذي … كأنَّكَ لم يَعْهَدْ بكَ الحَيِّ عاهِدُ
الشاهِدُ فيه نَعْتُ (أَيٍّ) بالاسم المُبْهَمِ؛ لأنّه مِثْلُه في الإبْهامِ، وإجراءُ المنزلِ على (هذا) لأنّه مفردٌ مِثْلُهُ.
يقولُ: كأنَّ المنزلَ لِدُروسِهِ وتَغَيُّرِ آثارِهِ لَمْ يَقُمْ فيه أحَدٌ ولا عُهِدَ بهِ.
وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابُ ما ينتصبُ على المدحِ والتَعظيمِ أو الشَتْمِ (١٠٥٣):
[٤٣٨] مِنَ آجْلِكِ يا التي تَيَّمْتِ قَلْبي … وأنتِ بَحَيلَةٌ بالوُدِّ عَنِّي
الشاهِدُ فيه دُخولُ حَرْفِ النداء على الألِفِ واللامِ في قوله (١٠٥٤): (يا التي) تشْبيهًا بقولهم: يا اللَّه للزومِ الألِفِ واللامِ لها ضرورةٌ، ولا يَجوزُ ذلك في الكلام.