وأَولَى (بعدَما) الجملةَ في قوله: (بعدَما أَفنانُ رأسِكَ)، وبَعْدَ لا تَليها الجُمَلُ، وجازَ ذلك لأنً (ما) وُصِلَتْ بها لُتهَيَّأَ للجملةِ بعدَها كما فُّعِل بقَلَّما ورُبمَّا، و (ما) مع الجملةِ في موضع جَرٍّ بإضافَتها إليها، والمعنى بعدَ شَبهِ رأسِكَ بالثَغامِ المُخْلِسِ.
وصَغَّرَ الوَليدَ ليدلَّ على < فَتاءِ > سِنَّ المرأةِ، لأنّ صِغَرَ (٢٦٥) وليدِها لا يكونُ إلّا في عَصرِ شَبابها وما يَتّصلُ به من زَمانِ وِلادِها (٢٦٦).
وأنشد في بابٍ ترجمَتُه: هذا بابُ الأفعالِ التي تُستعملُ وتُلْغَى، لِلَّعِينِ المِنْقَري يهجو العجاج (٢٦٧):
[٩٤] أَبِالأراجِيزِ يا ابنَ اللُّوُمِ تُوعِدُني … وفي الأراجيزِ خِلْتُ اللُّوُمُ والخَوَرُ
الشاهِدُ في رَفْعِ اللُّؤم والخَوَر بعدَ (خِلْتُ) لِما تَقَدّمَ عليها من الخَبَرِ ويُنْوَى فيها مِنَ التأخير، والتقديرُ وفي الأراجِيزِ اللُّوْمُ والخَوَرُ خِلْتُ ذلك.
وَصَفَ أنّه راجِزٌ لا يُحْسِنُ القَصِيدَ والتَصَرُّفَ في أنواعِ الشِعرِ، فجَعَل ذلك دلَالةٌ على لُؤمِ طَبْعِهِ (٢٦٨) وخَوَر نَفْسِهِ، والخَوَرُ: الضَغْفُ.