الشاهدُ فيه إضافَةُ (الدَرِّ) إلى (مَنْ) مَعَ جوازِ الفَصلِ بالظَرفِ ضَرورَةً، إذْ لم يُمْكِنْهُ إضافةُ الدَرِّ إليه ونَصْبُ (مَنْ) به لأنّه ليسَ باسمِ فاعلٍ ولا اسم فِعلٍ فيَعمل عَمَلَ الفِعل.
وَصَفَ امرأةً نَظَرَتْ إلى (ساتِيدمَا) وهو جَبَلٌ بعَيْنِه بَعيدٌ من دِيارها فتَذكَّرَتْ (٣٦٤) به بلادَها فاستَعْبَرَتْ شوقًا إليهم، ثُمّ قال: لِلّهِ دَرُّ اليومَ مَنْ لامَها على استِعْبارها وشَوقِها إنكارًا على لائِمِها لأنّها استَعْبَرَتْ بحَقٍّ فلا يَنبغي أنْ تُلامَ. ويقال: إنْ هذا الجَبَلَ لَمْ يَمُرّ عليه يومٌ من الدَهرِ لم يُسْفْك (٣٦٥) فيه دَمٌ فلذلك سُمِّيَ ساتِيدما، واللهُ أعلم.
وأنشد في البابِ لأبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ (٣٦٦):
(٣٦٢) سُلَيْم بن منصور بن عكرمة بن حصَفَة بن قيس عيلان. ينظر: الاشتقاق ٣٠٧، جمهرة أنساب العرب ٢٦١. (٣٦٣) الكتاب ١/ ٩٠ - ٩١، ديوانه ٧٣، وعمرو شاعرٌ جاهليٌّ قديم صَحِب امرأ القيس إلى بلاد الروم. (الشعر والشعراء: ٣٧٦، الأغاني ١٨/ ٧٦، الخزانة ٢/ ٢٤٧). (٣٦٤) في ط: فذكرت. (٣٦٥) في ط: بنسفك. (٣٦٦) الكتاب ١/ ٩١، شعره: ١٦٣، وأَبو حَيَّة هو الهَيَثم بنُ الربيع، كان يروي عن الفرزدق. (الشعر والشعراء: ٧٧٤، الأغاني ١٦/ ٢٣٦، الخزانة ٤/ ٢٨٣).