كتاب تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب

[٦٩٩] عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب - ص: 442

لفَقْدِهِ. <ويَجوزُ أَنْ تكونَ في موضعِ الحالِ على تَقديرِ كَسَفَت كَثيبَةُ لفَقْدِهِ>.

وأنشد في البابِ لهُدْبَةَ (١٦٧٦):

[٦٩٩] عَسَى الكَرْبُ الذي أَمْسَيْتَ فيه … يكونُ وَراءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ

الشاهدُ في إسْقاطِ (أَنْ) ضَرورةٌ ورَفْعِ الفِعل، والمستعمَلُ في الكلامِ عَسَى أَنْ يكونَ كما قالَ [اللهُ] جَلَّ وعَزَّ: "عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ" (١٦٧٧)، و "فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بالفَتْحِ" (١٦٧٨).

يقولُ هذا لرَجُلٍ مِن قَومِهِ أُسِرَ.

وأنشد في البابِ في مِثْلِه (١٦٧٩):

[٧٠٠] عَسَى اللهُ يُغْنِي عَنْ بِلادِ ابنِ قادِرٍ … بمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَبابِ سَكُوبِ

الشاهدُ فيه إسقاطُ (أَنْ) من قولِهِ: (يُغْنِي)، والقَولُ فيه كالقَولِ في الذي قَبلَه.

والمُنْهَمِرُ: السائلُ. والجَوْنُ: الأسوَدُ. والرَبابُ: ما تَدَلَّى مِن السَحابِ دونَ سَحابٍ فَوقَهُ. والسَكُوبُ: المُنْصَبُّ.

وأنشد في البابِ في مِثْلِهِ (١٦٨٠):

[٧٠١] فَأَمّا كَيِّسٌ فَنَجا ولكنْ … عَسَى يَغْتَرُّ بي حَمِقٌ لَئِيمُ

الشاهدُ فيه إسقاطُ (أَنْ) ضَرورةٌ كما تَقَدَّمَ.

---

(١٦٧٦) الكتاب ١/ ٤٧٨، شعره: ٥٤.
(١٦٧٧) الإسراء: ٧٩.
(١٦٧٨) المائدة: ٥٢، وهي في الأصل وط: عَسَى.
(١٦٧٩) البيتُ بلا عزو في الكتاب ١/ ٤٧٨، وهو لهُدبة في شعره: ٧٦.
(١٦٨٠) نَسِب إلى المَرَار بن سعيد القَفْصَي في شرح أبيات سيويه ٢/ ٧٥، ولم أجده في شعره، وهو بلا عزو في: الكتاب ١/ ٤٧٨، المحتسب ١/ ١١٩، النكت ٧٩١، ضرائر الشعر ١٥٣، الخزانة ٤/ ٨٢.