الشاهدُ فيه قوله:(حَوَالَكَا) وإفرادُهُ، والمُستعمَلُ فيه التثنيةُ يقال: حَوْلَكَ وحَوَالَيْكَ، وحَوَالَكَ قَليلٌ كما أنّ حَوْلَيْكَ قليلٌ، وانَّما ذكر سيبويه هذا مُحْتَجًّا لحَوَالَيْكَ ولَبَّيْكَ ونحوه ممَّا يُثَنّى للتكثيرِ، ورُبَّما أفْرِدَ فقيلَ: حَنانٌ (٧٠٣) ولَبٌّ كما يُفْرَدُ حَوَالَيْكَ فَيُقال: حَوَالَكَ.
وزَعَم أبو عُبَيْدة (٧٠٤) أنّ هذا من قَولِ الضَبِّ للحِسْلِ أيّامَ كانت الأشياءُ تتكلّمُ فيما تَزْعُمُ الأعْرابُ. [والدَألُ: مَشْيٌ]، والدَأَلَى: مِشْيَةٌ فيها تَتَاقُلّ يقال: مَرَّ يَدْأَلُ بِجِمْلِهِ.
وأنشد في البابِ (٧٠٥):
[٢٧٦] دَعَوْتُ لما نابَنِي مِسْوَرًا … فَلَبّي فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
الشاهدُ فيه قَولُهُ:(فَلَبَّيْ يَدَيْ) بإثباتِ الياءِ، لأنَّها ياءُ التثنيةِ، وإنّما احتَجَّ به
(٧٠٢) الرجز بلا عزو في: الكتاب ١/ ١٧٦، الكفيل ٥٤٨، المقصور والممدود لابن ولاد ٤٠، شرح جمل الزجاجي ٢/ ٢٧٦. (٧٠٣) في ط: حَوالٌ. (٧٠٤) ينظر: الكامل ٥٤٨، وأبو عُبيدة هو مَعْمَر بن المُثَنَي التَيْمِيّ، عالمٌ باللغة والشعر وأخبار العرب وأنسابها، توفي سنة ٢٠٧ وقيل: ٢٠٩، وقيل ٢١٣. (طبقات الزبيدي ١٩٢، نزهة الألياء ١٠٤، انباه الرواة ٣/ ٢٧٦). (٧٠٥) البيتُ بلا عزو في: الكتاب ١/ ١٧٦، شرح أبيات سيبويه ١/ ٢٥١، دقائق التصريف ٤٤٠، النكت ٣٨٧، شرح المفصل ١/ ١١٩، شرح جمل الزجاجي ٢/ ٤١٤، شرح شواهد، المغني ٩١٠، الخزانة ١/ ٢٦٨ - ٢٧١.