الشاهدُ في قوله:(حانيَّة) وهو منسوب إلى الحانَة على ما يجبُ، والحانَة: بيت الخمّار كما تقدَّم (١٩٢٦).
وصف خمرًا، والكأس: الخمر في إنائها، ولا تسمّى الخمر كأسًا ولا الظرف كأسًا حتى يجتمعا. وأراد بالعزيز ملكًا من ملوك الأعاجم، ومعنى عتّقها تركها حتى عتقت ورقَّت.
والحوم: السُود، يُريد أنّها من أعنابٍ سُودٍ، وهو على هذا من نعتِ الكأس، أي: خمرٌ سوداء العِنب، ووصفها بالجمع على معنى ذاتِ أعناب سُودٍ، ويقال: الحُوم جمعُ حائِمٍ وهو الذي يقوم عليها ويحومُ حَولها، وهو على هذا من وَصفِ الحانيَّةِ وهي جماعة الخمّارين.
وأنشد في بابٍ آخر من النِسْبة لجريرٍ (١٩٢٧):
[٨٠٨] إذا هَبَطن سماويًا موارده … من نحْو دومةِ قل تعريسي
الشاهد في قوله:(سماويًّا) وهو منسوبٌ إلى السماوة وهي أرض بعيْنها.
يقول: إذا هَبَطت الإبل مكانًا من السماوَةِ ووردَتْ ماءه لم أقم فيه شوقًا إلي أهلي وحِرْصًا على اللّحاق بهم. ودَومةُ خَبتٍ: موضعٌ بعَينه. والتعريسُ: نزول المسافر بالليل (١٩٢٨).
وأنشد في باب آخر من النسبة (١٩٢٩):
[٨٠٩] كأنَّما يقع البُصري بينهم … من الطوائف والأعناق بالوذم
(١٩٢٦) في ط: على ما تقدَّم. (١٩٢٧) الكتاب ٢/ ٧٦، ديوانه ١٢٦، وروايته فيه: لو قد علَون. (١٩٢٨) في ط: في الليل. (١٩٢٩) البيت بلا عزو في الكتاب ٢/ ٧٨، وهو لساعدة بن جؤيَّة الهذلي في ديوان الهذليين ١/ ٢٠٤.