الشاهدُ فيه نَصْبُ (ثابتٍ) على الحالِ، والاعتمادُ فيه على المجرورِ في الخبرِ، والرَفْعُ فيه حَسَنٌ كما تَقَدَّمَ.
وأرادَ بالخَيرِ هنا المعروفَ، وكَنَى بالأصلِ والفَرْعِ عَن جَميعِ البلادِ.
وأنشد في بابٍ ترجَمَتُه: هذا بابٌ من المعرفةِ يكونُ فيه الاسمُ الخاصُّ شائعًا، لجَريرٍ (٩٠٥):
[٣٧٦] وابنُ اللَّبُونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ … لم يَستَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ
الشاهدُ فيه إدخالٌ الألِفِ واللامِ في (اللَّبونِ) لِيُعَرَّفَ به الأوّلُ، لأنّه اسمُ جِنْسٍ نكرةٌ بمنزلةِ ابنِ رَجُلٍ، ولم يجْعَل عَلَمًا بمنزلةِ ابنِ آوَى وغَيرِهِ، فلذلك خالَفَهُ في دُخولِ الألِفِ واللامِ على ما أُضِيفَ إليه.
ضَرَبَ هذا مَثَلًا لنَفْسِهِ ولِمَنْ أرادَ مُقاوَمَتَه في الشِعرِ والفَخْرِ، لأنّ ابنَ اللَّبونِ وهو الفَصيلُ الذي نُتِجَتْ أُمُّهُ غَيرَه فصارَتْ لَبونًا، إذا لُزَّ، أَيْ: شُدَّ في قَرَنٍ، وهو الحَبْلُ، ببازِلٍ من الجِمال قَوِيٍّ لم يَستطعْ صَوْلَتَهُ ولا قاوَمَهِّ في سَيْرِه. والقَناعِيسُ: الشِدادُ، واحِدُها قِنْعاسٌ.