الشاهدُ في جَزْمِ (يَبْكي) على إضمارِ لامِ الأمْرِ، ويَجوزُ أنْ يكونَ محمولًا على معنى (فآخْمُشِي) لأنّه في معنى لِتَخْمُشِي (١٤٢٦)، وهذا أَحسَنُ من الأوّلِ.
والبَعوضَةُ هنا موضعٌ بعَيْنِهِ قُتِلَ فيه رِجالٌ مِن قَومِهِ فَحَضَّ على البُكاءِ عليهم، ومعنى اخْمُشِي اخدِشِي.
وأنشد في بابِ إذَنْ، لابنِ عَنَمَةَ الضَبِّيّ (١٤٢٧):
الشاهدُ فيه نَصْبُ ما بَعدَ (إذَنْ) لأنَّها مبتَدَأةٌ مُعتَمَدٌ عليها، والرَفْعُ جائزٌ على إلغائها، وتقديرُ الفِعلِ واقِعًا للحالِ، لأنَّ حروفَ النَصْبِ لا تَعملُ إلّا في ما خلصَ
(١٤٢٣) في ط: لامُهُ. (١٤٢٤) نُسِب هذا الرأي إلى المازني. ينظر: النكت ٦٩٤، الإنصاف ٥٤٤. (١٤٢٥) الكتاب ١/ ٤٠٩، شعره: ٨٤، وفيه: وليَبْكِ. (١٤٢٦) هذا رأي المبرّد. ينظر: المقتضب ٢/ ١٣٢. (١٤٢٧) البيتُ لابن عَنَمَة في: الكتاب ١/ ٤١١، المفضليات ٣٨٣، الاصمعيات ٣٢٨، المقتضب ٢/ ١٠، الأصول ٢/ ١٥٣، شرح الكافية ٢/ ٢٣٨، الخزانة ٣/ ٥٧٦، وابن عنمة هو عبد اللَّه ابن عَنَمَةَ الضبّيّ، وهو شاعر إسلامي مخضرم شهد القادسية. (خزانة الأدب ٣/ ٥٨٠).