شَبَّهَ حوافِرَ الفَرَسِ في صلابَتِها وامِّلاسِها بحِجارةِ الماء المُطَحْلَبَةِ. والغَيْلُ: الماءُ الجارِي على وَجْهِ الأرضِ. واللَّزِبُ: اللاصِقُ المُلازِمُ، وهذا مِثلُ قَولِ امرِيءِ القيس (٢١٠٨):
ويَعْدو على صُمّ صِلابٍ كأنَّها … حِجارَةُ غَيْلٍ وارِساتٌ بِطُحْلَبِ
وأنشد في البابِ (٢١٠٩):
[٨٩١] فِيها عَيَايِيلُ أَسُودٌ ونُمُرْ
الشاهِدُ فيه جَمعُ نَمِرٍ على نُمْرٍ كما جُمِعَ أَسَدٌ على أُسْدٍ؛ لأنَّهما مُتَساويانِ في عددِ الحُروف وتَحَرُّكها [جُمَع] وحَرَّكَ المِيمَ بالضَمِّ إتّباعًا للنُونِ في الوَقْفِ.
وَصَفَ فَلاةٌ كثيرةَ السِباع. والعَيَايِيلُ جَمعُ عَيَّالٍ، وهو الذي يَتَمايَلُ في مِشْيَتِهِ لَعِبًا أو تَبْخَتُرًا، يقالُ: عالَ في مِشْيَتِهِ يَعِيلُ إذا تَبَخْتَرَ. والأُسُودُ بَدَلٌ من العَيَايِيل وتَبْيِينٌ لَها.
وأنشد في البابِ (٢١١٠):
[٨٩٢] كِرامٌ حِينَ تَنكَفِتُ الأفَاعِي … إلى أَجْحارِهنَّ مِن الصَقِيعِ
الشاهِدُ فيه (٢١١١) جَمعُ جُحْرٍ في أَقَلِّ (٢١١٢) العَدَدِ على أَجْحارٍ والكثيرُ جِحَرَةٌ.
(٢١٠٨) ديوانه ٤٧، وفي ط: وتَغْدو. (٢١٠٩) البيت لحكيم بن مُعَيَّة في: شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٤٠، اللسان (تمر)، المقاصد النحوية ٤/ ٥٨٦، شرح شواهد الشافية ٣٧٦ - ٣٨١، وهو بلا عزو في: الكتاب ٢/ ١٧٩، المقتضب ٢/ ٢٠٣، شرح المفصل ٥/ ١٨، الممتع في التصريف ٣٤٤. (٢١١٠) البيت بلا عزو في الكتاب ٢/ ١٨٠، وهو لابن مقبل أو خالد بن السَمراء في ديوان ابن مقبل ١٦٥، ورواية المصدر فيه: مَقَارٍ حينَ تَنْكَفِئُ الأفاعي (٢١١١) في ط: في. (٢١١٢) في ط: أدنَى.