هو أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى، وقد سَمَّته بعضُ المصادر (٢)، يوسف بن عيسى، وعرَّف أبو الحجاج بالأعلم الشنتمري، فالأعلم لأنه كان مشقوق الشفة العليا شقًّا واسعًا (٣)، والشَنْتَمري نسبة إلى شَنْتَمريّة العرب (٤)، وهي مدينة تقع على معظم البحر الأعظم، (فيما بين شِلْب وإشبيلية من مغرب الأندلس)(٥) وشنتمرية الغرب (Santa Maria De Algarve) تُسمى اليوم فارو (Faro)، وتقع في المنطقة الجنوبية من البرتغال (٦).
حياتُه ونشأته:
لا تعيننا مصادر ترجمة الأعلم الشنتمري على رسم صورة واضحة لسيرة حياته، لكننا نستطيع أن نتبيَّن ذلك من خلال متابعتنا لتلامذته الذين درسوا عليه، وآثاره التي خلّفها.
فقد ولد أبو الحجاج عام عشرة وأربع مئة في مدينة شنتمرية الغرب، ورحل إلى قرطبة سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة (٧)، ودرس اللغة والنحو والأشعار على كبار علمائها، ويبدو أنّ إقامته فيما لم تدم طويلًا إذ أنّه أقام فيها مدة، ثم رحل إلى (شلْب)، وبدأ التدريس فيها، وقد درس عليه فيها الوزير محمد بن عمّار وهو صغير (٨)، ثم رحل إلى