الشاهدُ فيه ترخيمُ (عنترةَ) وبناؤُهُ بعد التَرخيمِ على الضَمِّ تَشبيهًا له باسمٍ مُفْرَدٍ منادًى لم يُحْذَفْ منه شَيءٌ، وأرادَ يَدعون يا عَنْتَرُ، فَحَذَفَ حَرفَ النداءِ لأنَّه اسمٌ عَلَمٌ يَحسُنُ معه الحَذْفُ؛ لأنّه معرفَةٌ بَنَفسِهِ غَيرُ مُحتاجٍ إلى تَعْريفِ حَرفِ النداءِ له.
يقولُ: يَدْعونني (١١٤٧) في الحرب مسْتَنْصرين بي والرماحُ قد أحاطَتْ بفَرَسِي (١١٤٨)، وشَرَعْتْ فيه شُروعَ الدِلاءِ في الماءِ، وشَبَّه الرِماحَ بالأشْطانِ وهي حِبالُ البِئرِ. واللَّبانُ: الصَدرُ. والأدْهَمُ: فَرَسُهُ. وَصَفَ أنَّه مُقْدِمٌ على أقْرَانِهِ، فَرِماحُهُم تشرعُ فِي صدرِ فَرَسِهِ دون سائرِ جَسَدِه لذلك.
وأنشد في البابِ للأسْوَدِ بنِ يَعْفُر النَّهْشَلي (١١٤٩):
(١١٤٤) الكتاب ١/ ٣٣٠. (١١٤٥) ينظر الشاهد (٤٦٢). (١١٤٦) الكتاب ١/ ٣٣٢، ديوانه ٢١٦. (١١٤٧) في ط: ينادونني. (١١٤٨) في ط: بالفرس. (١١٤٩) الكتاب ١/ ٣٣٢، وفيه: عن الناس، وفي ط والكتاب: هل لهذا، لَيَسْلبني نفسي، ديوان الأسود ٥٦، ورواية صدر الثاني فيه: وأَلْقى سلاحي كاملًا فاسْتَعَارَهُ والأسود شاعر جاهليّ فصيح، عَدّه الجمحي في الطبقة الخامسة من فحول الجاهليين، وهو أعشى بني نهشل. (طبقات فحول الشعراء: ١٤٧، المؤتلف والمختلف ١٦، الخزانة ١/ ١٩٥).