الشاهِدُ في نَصْب الكَلاكلِ والصُدورِ بقوله:(ذَهَبْنَ) نَصْبَ التَمييزِ لا نَصْبَ الشبيهِ بالظَرفِ في قولهم: مُطِرْنا السَهْلَ والجَبَلَ ونَحوُه من مسائل الباب.
وعَبَّرَ سيبويه (٣١٤) عَمَّا أراد من نَصْبِ هذا ونَحْوِه على التمييزِ بذكره الحال لِما بينَ التمييزِ والحالِ من المُناسَبَةِ لوُقوعهما نكرتين بعدَ تمامِ الكلامِ، وتبيينهما للشيء المقصودِ من النوعِ أو النِصْبَةِ كما فَعَل في قوله: هذه جُبَّتُكَ خَزًّا، فسَمَّى الخَزَّ حالًا، وإنَّما هو تمييز لأنّه جرى في التَنزيلِ النِصْبَ مجمع قولك: هذه جارِيَتُكَ منطلقةٌ، وذلك أنَّك تقول: جُبَّتُكَ خَزٌّ كما تقول: جارِيَتُكَ منطلقةٌ، ثُمَّ تقولُ: هذه جارِيَتُكَ كما تقول: هذه جُبَّتُكَ، ثُمَّ تُمَيِّزُ جِنْسَ (٣١٥) الجُبَّةِ فتقول: هذِهِ جُبَّتُكَ خَزًّا كما تُميِّزُ نِصْبَةَ الجاريةِ فتقول: هذه جارِيَتُكَ منطلقةً، فكذلك تقول: ذَهَبَ زيدُ ظَهْرًا وصَدْرًا، وتَغَيَّرَ
(٣١١) الكتاب ١/ ٨١، شعره: ٢٢٧. (٣١٢) في ط: باسمه لنزوله بها. (٣١٣) الكتاب ١/ ٨١، ديوانه. (٣١٤) الكتاب ١/ ٨١. (٣١٥) في ط: بينَ جنس.