الشاهدُ في قَولِهِ:(جَرَمَتْ فَزارَةَ)، ومعناها على مذهب سيبويه حَقَّتْها للغَضَب، لأنَّه (١٦٥٣) فَسَّرَ قَولَهم: لا جَرَمَ أنه سيَفْعَلُ، على معنى حَقٍّ أنَّه يَفْعَل، و (لا) عنده زائدةٌ إلَّا أَنَّها لَزِمَتْ (جَرَمَ) لأنَّها كالمَثَل.
الشاهدُ فيه حَذْفُ (ما) ضَرورةً مِن قَولِهِ: (كَأَنْ يُؤخَدُ)، والتقديرُ عندَه كما أنه يؤخذ.
وقَدْ خُولِف (١٦٥٧) في هذا التقدير، وجُعِلَتْ (أَنْ) الناصِبَةَ للفعل ونَصَبَ بَعدَها (يُؤخَذ)، واستَدلَّ صاحِبُ هذا القَولِ على ذلك بقولِهِ:(فَيُقْتَلا) بالنَصْبْ، وجَعَلَ
(١٦٥٢) البيتُ لأبي أسماء بن الضريبة أو لعطية بن عفيف في: مجاز القرآن ١/ ٣٥٨، شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٣٤، الاقتضاب ٣١٣، الخزانة ٤/ ٣١٠ - ٣١٤، وهو لأبي أسماء في اللسان (جرم)، ولم يذكر اسمه في: الكتاب ١/ ٤٦٩، معاني القرآن ٢/ ٩، مجاز القرآن ١/ ١٤٧، المقتضب ٢/ ٣٥٢، الزاهر ١/ ٣٧٦، النكت ٧٧٨، المخصص ١٣/ ١١٧، شرح الكافية ٢/ ٣٥١. (١٦٥٣) ينظر: الكتاب ١/ ٤٦٩. (١٦٥٤) ينظر: الزاهر ١/ ٣٧٦، النكت ٧٧٩. (١٦٥٥) المائدة: ٢ و ٨. (١٦٥٦) الكتاب ١/ ٤٧٠، شعره: ١٣١. (١٦٥٧) يعني بذلك أبا عثمان المازني الذي كان ينشدُ البيت بنصب (يؤخذ). ينظر: الأصول ١/ ٣٣٨.