الشاهدُ فيه وَضْعُ المُفْتَنِ موضَع المَفْتون، يقالُ: فَتَنْتُهُ وأَفْتَنْتُهُ وهي قَليلةٌ. وهذا الشاهدُ ليسَ من الباب [في شيءٍ]، وقد أَشكَلَ وُقُوعُهُ هُنا، فزعمَ بَعضُ النَحويّين أَنّه جاءَ به هُنا لأنَّ معنى فُتِنَ وأُفْتِنَ واحِدٌ كما أنَّ معنى قَلَعَ واقْتَلَعَ سَواءٌ (٢٢٠٣).
وكأَنّه وَصَفَ امرأةً تُعْرِضُ لِدِينِ المَفْتونِ بها فَتُفْسِدُهُ، يقالُ: عَرَضَ لكَ الشَيءُ وأَعْرَضَ بمعنىً. ووَقَعَ يُعْرِضُ بالياءِ والظاهِرُ أَنَّه تُعْرِضُ بالتاءِ. ويُروى (لِدَيْنِ) بالفَتْح، ولا وَجْهَ له.
وأنشد في بابِ ما لا يَجوزُ فيه فَعَلْتُهُ، لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْر الهِلَاليّ (٢٢٠٤):
الشاهدُ فيه (٢٢٠٥) تَعَدِّي احْلَوْلَي إلى الدِمَاث، فدَلَّ هذا على أنَّ (افعَوْعَلَ) قَدْ يَتَعَدّى.
ومعنى احلَوْلَى هنا اسْتَمْرَأَ واستَطَابَ (٢٢٠٦)، ويقالُ: احْلَوْلَى الشَيءُ إذا اشتَدَّتْ حَلاوَتُهُ، وهو على هذا غَيرُ مَتَعَدٍّ لأنَّه بمنزلةِ حَلَا في أَنَّه للفاعِلِ في نَفْسِه، إلّا أَنَّه بُنِيَ (٢٢٠٧) على هذا للمبالَغَةِ.
(٢٢٠٢) الكتاب ٢/ ٢٤١، ديوانه ١٦١، وروايته في الكتاب: يُعْرِضْنَ. (٢٢٠٣) في ط: واحِدٌ. (٢٢٠٤) الكتاب ٢/ ٢٤٢، ديوانه ٧٣. (٢٢٠٥) في ط: في. (٢٢٠٦) في ط: وطابَ واستطابَ. (٢٢٠٧) في ط: يُبْنَى. (٢٢٠٧ أ) في ط: بها.