وقَدْ رَدَّ عليه المبرّدُ (١٣٠٢) حَمْلَهُ على الاستثنُاءِ، وزَعَمَ أنَّ (غَيْرًا) منصوبَةٌ على المفعولِ له، والمعنى عندَهُ وما سَجَنُون لغير شَرَفي حَسَدًا لي.
وهذا الرَدُّ غَيُر صَحيح لأنَّكَ لو قُلْتَ: ما ضَرَبْتُكَ غَيرَ أَنَّك شَتَمْتَنِي لم يَجُزْ إذا أرَدتَ معنى ما ضَرَبْتُكَ إلّا لأنَّكَ (١٣٠٣) شَتَمْتَني حَتَّى (١٣٠٤) تقولَ: ما ضَرَبْتُكَ لغيرِ شَتْمِكَ إيّايَ. والصَحيحُ ما ذَهَبَ إليه سيبويه من معنى (لكنّ) على ما تَقَدَّمَ في الباب، ويُجْعَلُ سَجْنُهُ غَيرَ مَعْدودٍ عِندَه سَجْنًا لأنّه لم [يَغُضَّ منه](١٣٠٥) ولا حَطّ من شَرَفِهِ ولا أَذَلَّ عِزَّهُ، لأنّ مَنْ كانَ عندَهُ مُنْتَسِبًا إلى مِثْل أَبيهِ غالِبٍ ومُنْتَمِيًا إلى مِثْل قومِهِ الأشرافِ لا يُبالي ما
(١٢٩٨) الكتاب ١/ ٣٦٧، شرح ديوانه ٥٣٦. (١٢٩٩) الكتاب ١/ ٣٦٨. (١٣٠٠) هو خالد بن عبد اللَّه بن يزيد بن أسد القسري، أمير العراقين لهشام بن عبد الملك. (الأغاني ١٩/ ٥٣، الكامل في التاريخ ٤/ ١١٠، وفيات الأعيان ٢/ ٢٢٦). (١٣٠١) شرح ديوان الفرزدق ٥٣٥ - ٥٣٦. (١٣٠٢) ينظر: الانتصار ٨٨ - ٨٩. (١٣٠٣) في ط: أنّك. (١٣٠٤) قبلها في ط: لم يجز، وهي مكررة. (١٣٠٥) في طـ: لم ينقصه.