الشاهِدُ فيه بِناءُ الدُعَاءِ على دَعْوَى كما قالوا: الرُجْعَي في معنى الرُجُوعِ والذِكْرَي في معنى الذِكْر، فَبُنِيَ (٢١٨٥) المصدرُ بألِفِ التأنيثِ كما يُبْنَى بِهاءِ التأنيثِ نحو الرَحْمةِ والغَلَبَةِ وما أَشبَهَ ذلك، وقال جَلُ وعَزّ:"وآخِرُ دَعْوَاهُم أنِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ"(٢١٨٦) أيْ: آخِرُ دُعاِئهم.
والصَخَبُ: كَثرةُ الصِيَاحِ واللَّغَطُ، وذَكَّرَ ضميرَ الدَعْوَى حَمْلًا على معنى الدُعَاءِ.
وأنشد في بابٍ آخَرَ مِن أَبوابِ المصدرِ للأخطَلِ (٢١٨٧):
الشاهِدُ في بِنائِهِ مصدرَ سارَ يَسُوُر على سُؤُورٍ، على ما يُوجِبُهُ القِياسُ؛ لأنّه غَيرٌ مُتَعَدُّ فجَرَى على الأصل، وإنْ كانَ هذا المِثالُ يُستعمَلُ فيما اعتَلَّتْ عَيْنُهُ لانْضِمامِ حَرفِ العِلَّة، وهَمَزَهُ استِثْقالًا للضَمَّةِ في الواوِ.
(٢١٨٤) البيت لبشير بن النِكْث في: الكتاب ٢/ ٢٢٨، النكت ١٠٤٧، اللسان (دعا، نكث)، وبشير شاعر من بني يربوع. (المؤتلف والمختلف ٧٩). (٢١٨٥) في ط: فَيُيْنَى. (٢١٨٦) يونس: ١١٠. (٢١٨٧) الكتاب ٢/ ٢٣١، شعره: ١٧١. (٢١٨٨) الكتاب ٢/ ٢٣٢، ديوانه ٢٢٤.