ونَصَبَ (جوابًا) على التَمييز، وهو منقولٌ من قوله: عَيِيَ جَوابُها كما تقول: طابَتْ نَفْسًا، والمعنى طابَتْ نَفْسُها، ورَفْعُ الجَوابِ بـ (عَيَّتْ) مع ما فيه من الاتّساعِ معروفٌ في كلامهم كما قال الفرزدق (١٢٨٧):
تَمِيمَ بنَ زَيْدٍ لا تكُونَنَّ حاجَتي … بِظَهْرٍ فلا يَعْيا عليَّ جَوابُها
فجَعَلَ الفِعلَ لَهُ.
وأنشد في البابِ (١٢٨٨):
وبَلْدَةٍ لَيسَ بِها أنِيسُ [٢٠٦]
إلَّا اليَعافِيرُ وإلَّا العِيسُ
الشاهد فيه رَفْعُ (اليَعافِيرِ والعِيسِ) بَدَلًا من الأنيسِ على ما تَقَدَّمَ من الاتّساعِ والمَجازِ.
الشاهد فيه نَصْبُ ما بَعْدَ (إلَّا) على الاستِثْنَاءِ المُنْقَطِعِ؛ لأنَّ حُسْنَ الظَنِّ ليسَ من العِلْمِ، ورَفْعُهُ جائزٌ على البَدَلِ من موضعِ العِلْمِ، وإقامَةِ الظَنِّ مقامَ العِلْمِ اتِّساعًا ومجازًا كما تَقَدَّمَ.
(١٢٨٧) شرح ديوانه ٩٥، وروايته فيه: لا تَهونَنَ حاجتي لديك. (١٢٨٨) الكتاب ١/ ٣٦٥، وهذا هو الشاهد (٢٠٦)، وقد أستشهَدَ به سيبويه هناك على إضمارِ حرفِ الجَرِّ، والتقدير ورُبَّ بلدةٍ. (١٢٨٩) الكتاب ١/ ٣٦٥، ديوان النابغة الذبياني ٥٥.