يقول: أنا أُسَرِّحُ القَوافي وأُطْلِقُها من عقالها اقتِدارًا عليها، وهذا مَثَل لتَأَتِّيها له وتَيَسُّرها عليه، ثُمّ قالَ: فلا عِيًّا بهنّ < أَيْ: لا أَعْيا بهنَّ عِيًّا > ولا اجتِلابا، أي: لا أجتَلِبُها من شِعرِ غَيرِي، والمعنى لا أسرقُها. وسَكَّنَ الياءَ من القَوافي ضَرورةً، وهي في موضعِ نَصْبٍ بالمُسَرَّحِ.
وأنشد في البابِ لابنِ أحمر في مِثْلِه، وهو عمرو بن أحمر بن العَمَرَّد الباهلي (٥٠٨):
[١٩٢] تَدَارَكْنَ حَيًّا من نُمَيْرِ بن عامِرٍ … أُسارَي تُسامُ الذُلَّ قَتْلًا ومَحْرَبَا
الشاهدُ فيه قوله:(ومَحْرَبا) وهو بمعنى الحَرَبِ فبناه على (مَفْعَلٍ)(٥٠٩)، والحَرَبُ: السَلَبُ، ويجوز أنْ يكونَ مِنَ الغَضَبِ يقال: حَرِبْتُ حَرَبًا ومَحْرَبًا إذا غَضِبْتَ.
(٥٠٦) في ط: الهاجرة. (٥٠٧) الكتاب ١/ ١١٩، ديوانه ٦٥١، وفيه: تُخْبَر بمَسْرَحِي. (٥٠٨) الكتاب ١/ ١١٩، شعره: ٤٠. (٥٠٩) في ط: فعل.