الشاهدُ في وُقوع (أَمْ) لسُؤالِ بَعدَ سُؤالٍ، والمعنى أَلَيْسَ أَبي بالنَضْرِ بَلْ أَلَيْسَ والدي لِكُلِّ نَجِيبٍ، وتكريرُ (ليسَ) بَعدَ (أَمْ) يدلُّ على انقِطاعِها، ولو كانَتْ عَدِيلَةَ الألِفِ في الاستِفهامِ لم يُحْتَجْ إلى التكريرِ.
والنَضْرُ أَبو قُريش، وهو النَضْرُ بن كِنانَةَ، وخُزاعَةُ مِن الأزْد، وكانَتْ فيما يَزعُمُ النَسّابونَ مِن وَلَدِ النَضْرِ بنِ كِنانَةَ، فحَقَّقَ كُثَيَر وهو مِن خُزاعَةَ أَنَّها مِن قُريش مِن وَلَدِ النَضْرِ بنِ كِنانَةَ.
وأنشد في البابِ للأسودِ بن يَعْفُرَ التَمِيميّ (١٧٠٢):
[٧٠٨] لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإنْ كُنتَ دارِيًا … شُعَيْثُ بن سَهْم أَمْ شُعَيْثُ بن مِنْقَر
الشاهدُ فيه حَذْفُ ألِفِ الاستِفهامِ ضرورَةً لدلالةِ (أمْ) عليها، ولا يكونُ هذا إلّا على تقدير الألِفِ لأنَّ قولِهِ:(ما أَدْرِي) يَقْتَضي وُقوعَ الألِفِ و (أَمْ) مُساوِيَةً لها كما
(١٦٩٩) شرح ديوانه ١٤٥. (١٧٠٠) في الأصل: أَمْ هل، وهَلْ زائدةٌ فلم نذكرها. (١٧٠١) الكتاب ١/ ٤٨٥، ديوانه ٢٣٣، وروايته فيه: أَلَيْسَ أَبي بالصَلْتِ أَمْ ليسَ أسرتي … لكُلِّ هِجانٍ مِن بني النَطْرِ أَزْهَرَا (١٧٠٢) الكتاب ١/ ٤٨٥، ديوانه ٣٧.