ونَظيرُ (وقَرْقارِ) مِمّا عُدِل عن الرُّباعي قَولُهم: (عَرْعارِ) وهو اسمُ لُعبةٍ لِصِبيانِ العَرَب، وهي معدولَةٌ عن قولهم: عَرْعِرْ، ومعناه اجتَمِعُوا لِلَّعِبِ كما أنَّ (خَراجِ) اسمُّ لعبةٍ لهم معدولٌ عَنْ قَولِ بَعضِهم لبعضٍ: اخَرُجْ.
وقَدْ خُولِفَ (١٨٣٨) سيبويه في حَمْلِ (قَرْقارِ وعَرْعارِ) على المَعْدولِ (١٨٣٩) لخروجِهما عَن الثُلاثيّ الذي هو البابُ المُطَّرِدُ، وجُعِلا حكايةً للصَوْتِ المُرَدَّدِ دونَ أنْ يكونا معدولَيْن عن شَيءٍ، وقد بَيَّنْتُ الاختِلافَ في هذا القولَ فيه في كتاب (النكت)(١٨٤٠).
وأنشد [للَأعشى (١٨٤١) في باب ما أُجرِيَ مِمَّا في آخِرِه الراءُ مجرى غَيرِه] (١٨٤٢):
الشاهدُ فيه إعْرابٌ (وَبَارٍ) ورَفْعُها، والمُطَّرِدُ فيما كانَ في آخِرِه الراءُ أَنْ يُبْنَلا على الكَسْرِ في لغةِ أهل الحِجازِ ولُغَةِ بَني تَميم؛ لأنَّ كَسْرَةَ الراءِ تُوجِبُ إمالَةَ الألِفِ < وأنْ يكونَ العَمَلُ مِن وَجْهٍ واحِدٍ في التَسَفُّلِ والانْحِدارِ الذي هو أسهَلُ عليهم من التَصَعُّدِ> والارتفاع إذا رَفَعُوا؛ لأنَّ الشاعِرَ إذا اضطُرَّ أُجْرَى ما كانَ في آخِرِه الراءُ على قِياسِ غَيرِهِ
(١٨٣٨) غَلَط المبرَدُ سيبويه في هذا الحمل، ينظر: الانتصار ١١٦ - ١١٧، المخصص ١٧/ ٦٥ - ٦٦. (١٨٣٩) في ط: العَدْلِ. (١٨٤٠) النكت ٨٥٥. (١٨٤١) الكتاب ٢/ ٤١، ديوانه ٣٣١. (١٨٤٢) في الأصل: وأنَشَد في البابِ للأعشى، واخترنا ما ورد في ط لوضوحِهِ.